الاستعانة بالمصادر الخارجية مزاياها وطرق فعاليتها
التذبذب باتجاهات السوق مؤخراً وتباطؤ الاقتصاد إحدى أكثر الأسباب التي أصبحت تشكل ضغطاً مستمراً على العمليات اليومية للشركات، مما يؤثر سلباً في اتخاذ القرارات ولا سيما في الأعمال اليومية، لذلك يتوجه أصحاب الأعمال إلى مقدمي الخدمات الذين يمكنهم إدارة عمليات أعمالهم بكفاءة وتعزيز أنشطتهم اليومية. في مثل هذه الحالات، يأتي “الاستعانة بالخدمات الخارجية” Outsourcing كخيار منقذ لمعظم الشركات. إلا أنه غالباً ما يتم الخلط بينه وبين مصطلح الاستفادة من المصادر الخارجية Offshoring، ويسبب كلا هذين المصطلحين التشوش في أذهان رجال الأعمال الآخرين بشأن أيهما يجب اللجوء إليه ومتى، وكيفية عمل كلاً منهما.
لذا، سنقوم في هذا المقال بمناقشة تفصيلية حول الاستفادة من الخدمات الخارجية Outsourcing، والاستعانة بالمصادر الخارجية Offshoring تعريفهما، ومزاياهما. بالإضافة إلى بعض النصائح المهنية التي ستساعدك في استخدام البرمجيات الخارجية بكفاءة لمؤسستك.
أنواع الاستفادة من الخدمات الخارجية
هل سبق لك أن تساءلت لماذا يتم استخدام هذين المصطلحين – الاستفادة من الخدمات الخارجية Outsourcing والاستعانة بالمصادر الخارجية Offshoring – بشكل متبادل أو يتم فهمهما بشكل غير صحيح من قبل الآخر؟ يعود السبب في ذلك إلى أن هاتين المصطلحين يستخدمان عادة معًا ويقدمان مساعدات خاصة للشركات عند استخدامهما بشكل صحيح.
الاستفادة من الخدمات الخارجية Outsourcing هي عملية تجارية تقوم فيها إحدى الشركات بالتعاون مع شركة أخرى لتنفيذ مهام أعمالها الأساسية التي لم تكن قادرة على تحقيقها باستخدام موظفين محليين. وتعتبر ممارسة تجارية تتضمن تعاون العميل مع شركة طرف ثالث لفترة زمنية محددة للاستفادة من خبرتها وتخصصها التقني والتكنولوجي.
من الناحية التقنية، “offshoring” هو مكان يقوم فيه الأعمال بتفويض خدماتها إلى شركة تقع خارج نطاق المؤسسة الأم. يعني ذلك إعادة تموضعها جغرافياً وإدارة العمليات من مكان بعيد عن موقعها، سواء كان ذلك في بلد آخر أو قارة أخرى. هنا في “Offshoring”، يعني العمل مع فريق تقني عامل عن بعد في مواقع بعيدة وخارجة عن موقع شركتك الجغرافي.
Offshoring يمكن أن يكون من نوعين رئيسيين – Offshoring في قطاع الإنتاج و Offshoring في تقديم الخدمات. إذا كان علينا تعريف Offshoring في قطاع الإنتاج، يمكننا القول إنه نقل مكان التشغيل بشكل فعلي في دولة أخرى. أما فيما يتعلق بـ Offshoring في مجال تقديم الخدمات ويعني نقل موقع الخدمات الإدارية والتقنية لطرف ثالث وقد يكون مع أو بدون تغيير الموقع.
ومن هنا يمكننا أن نعرف Offshoring كممارسة تجارية لتسليم العمليات التجارية الأساسية إلى شركة موجودة في بلد مختلف. ويمتاز بتكاليف التشغيل المنخفضة، تكاليف العمالة، سهولة الوصول إلى قوى العمل العالمية، التنافس المتزايد باستمرار، وجودة أعلى للخدمات هي بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل الشركات تبحث عن Offshoring.
إلا أن هذا التوجه لا يعتبر جديد في قطاعات الأعمال، ولكن معظم الشركات قد اتبعت هذا النمط في تداول وظائف الأعمال مع شركات مختلفة لسنوات عديدة. وعلاوة على ذلك، بدأت العديد من الدول في تقديم فوائد ضريبية وحوافز مالية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدعم هذه الصناعة المتزايدة. وكان لدى الشركات نية التوسع في نمو أعمالها من خلال هذا اللجوء إلى قطاع Offshoring.
ولكن السؤال هنا ما الذي يجعل الشركات تعتمد هذه الثقافة للاستعانة بالمصادر الخارجية؟ هناك العديد من الفوائد التي يمكن لأصحاب الأعمال الاستفادة منها عند استخدام الاستعانة بالمصادر الخارجية في القطاع التقني لأعمالهم.
ميزات الاستعانة بالمصادر الخارجية
- الكفاءات
- تكاليف اقتصادية منخفضة
- التنافسية في العمل
- الإنجاز في العمل
- التوفر على مدار الساعة
تتخصص شركات الاستعانة بالمصادر الخارجية في القطاع التقني بتوظيف الكفاءات العالية والمتكاملة. بالإضافة إلى الاستناد إلى الاتجاهات الإقليمية وديناميات السوق مما يؤثر إيجاباً على معدل الانفاق، حيث بين أن معدل الإنفاق يصبح أقل مما ينفقونه داخليًا مع توفير عمالة ماهرة.
لا يمكنك تقييد offshoring إلى مجرد مجال أو رأسمال أو بلد أو عمالة (من حيث الخبراء التقنيين في مصطلحات البرمجيات). ولكن معظم الخدمات المستخدمة في الاستعانة بالمصادر الخارجية تشمل خدمات تطوير البرمجيات المخصصة، والخدمات المالية، وأبحاث السوق، وأبحاث الملكية الفكرية، والتصميم والتطوير، وغيرها العديد في مجالات قطاع الأعمال.
في مرحلة معينة بالعمل، ترغب في توسعة أعمالك إلى الخارج، لكن التوسع في عملك والسفر في جميع أنحاء العالم للعملاء المحتملين قد يكلفك الكثير إذا قررت القيام بذلك. وبدلاً من ذلك، يمكنك الاستعانة بالمصادر الخارجية، والتي قد تكون أشبه بشراكة مع عدة عملاء موجودين في دول مختلفة. كما ستكون هناك تكاليف عمل أقل ومخاطر تجارية أقل، وعلاوة على ذلك، هناك فرصة أنك قد تحقق نفس النتائج.
لذلك، إن الاستعانة بالمصادر الخارجية يقلل من التكاليف لجميع الشركات. كما يمكنك رؤية العائد من توفير هذه التكاليف دون التنازل عن الجودة.
مقارنةً بالشركات التقنية العاملة في نفس قطاع البرمجيات، هناك فارق كبير في التطبيقات التي يطورونها مقابل توقعاتهم. في معظم الأحيان، تكون الشركات قلقة بشأن جودة التطبيق، والمبلغ الذي يستثمرونه، والربح الذي يحققونه بالمقارنة عندما يتم الاستعانة بالمصادر الخارجية. لقد قمت بتحقيق جميع هذه المعايير، مما سيمنح الشركات وقتًا إضافيًا للتخطيط الاستراتيجي لأعمالهم.
تكون إنتاجية العمل لصالح الجهة التي قامت بالاستعانة بالمصادر الخارجية أعلى لوجود أفرقة عمل ملتزمة أكثر بسرعة العمل وكفاءته مقارنة بالمنافسين في نفس المجال لأنهم ذوو خبرة وقد قاموا بتطوير تطبيقات مبتكرة بشكل منتظم.
الفرق في التوقيت هي ميزة أساسية أخرى للاستعانة بالمصادر الخارجية. إنه يوفر للشركات حرية استخدام مجموعة كبيرة من الموارد المخصصة كلما احتاجوا إليها. كتوظيف الشركات الاردنية فريق يعمل لصالح العملاء في دول الخليج وفقًا للوقت الذي تعمل فيه الشركة الخليجية. ويُظهر ذلك توفر الموارد في الوقت المناسب وفي فترات زمنية أخرى أيضًا.
نصائح للاستعانة بالمصادر الخارجية بشكل فعّال
بعد معرفة العديد من الميزات التي ترافق الاستعانة بالمصادر الخارجية، نقدم لك مجموعة من النصائح التي يجب عليك أخذها بعين الاعتبار عند الاستعانة بالمصادر الخارجية.
- مشاركة الأهداف مع جميع الأطراف المعنية
- تواصل متكرر
- بناء الثقة
- فهم اختلاف الثقافات
- تحديد أهداف واقعية
- وضع اتفاقية إطارية للخدمات Services Framework Agreement
من المهم جدًا أن توضح لشركة الاستعانة بالمصادر الخارجية ما الذي ترغب في تحقيقه باستخدام تطوير البرمجيات. تأكد من أن جميع أطراف المشروع متفقة على نفس الاتجاه.
تواصل بشكل مستمر لفهم ما يحدث داخل شركة الاستعانة بالمصادر الخارجية. حدد طريقة رئيسية للتواصل مع الشركات، وقم بتحديثات منتظمة، وأجري مناقشات، وقدم تعليمات.
أحد أركان نجاح الاستعانة بالمصادر الخارجية هو بناء الثقة. تأكد من أنك تثق بالجهة التي تقدم لك الاستعانة بالمصادر الخارجية وتكتيكاته في القيام بالأعمال. لقد قمت باختيار هذا الفريق بعناية كبيرة من خلال البحث والمراجعات، لذا ثق في خدماتهم وستتمكن من جني الفوائد من ذلك.
كن متكيفًا مع ثقافة العميل حتى تتعرف اكثر عليه. وبهذه الطريقة، يمكنك بناء علاقة جيدة مع الشركة للمشاركة في علاقة تجارية دائمة لسنوات.
ليس كل المؤسسات قادرة على العمل تحت الضغط، وأحيانًا قد يؤدي ضغط العمل المستمر نتائج غير محببة. لذا، حدد هدفًا وخطة واقعيين وقابلين للتحقيق.
هذه هي النقطة الأخيرة ولكنها الأكثر أهمية. وضع اتفاقية إطارية للخدمات مع بنود تتناسب مع كل من الطرفين في العمل. ستكون هذه اتفاقية مكتوبة تحمي كل من الأطراف من أي نزاعات مستقبلية.
وفي النهاية وعبر النقاط التي قمنا بمناقشتها، نأمل أن نكون قدمنا يد العون لشركتك في اتخاذ قرار استنادًا إلى النقاط القابلة للتطبيق في مجال الاستعانة بالمصادر الخارجية، ومع كفاءة موظفينا وبراعتهم في المجال التقني والتكنولوجي نأمل أن تتمكن شركتك من تحقيق نتائج جادة ومستدامة.
