- June 19, 2023
- Nextwo
- 0
أكبر المخاوف التي تواجه نقل خدمات تكنولوجيا المعلومات إلى الخارج هي مخاوف داخلية
لقد انتشر مؤخراً تداول بعض المقالات في صناعة تكنولوجيا المعلومات التي تتحدث عن أثر الأتمتة والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى على الموارد البشرية في مجال القطاع التقني، بالإضافة إلى توجه العديد من الشركات والمؤسسات إلى نظام عملي جديد يتماشى مع الثورة التكنولوجية الرقمية التي تحدث في صناعة المستقبل التقني الرقمي في عالم الأعمال، عبر توظيف مجموعة من المواهب والموارد البشرية العاملة خارج نطاق المؤسسة، وضمن أفكار ورؤى المؤسسة الأم، إلاّ أن هنالك بعض التحديات التي قد تواجه الشركات لا سيما تلك التي تعتمد عملية توظيف ذاتية أي التي تتم من قبل الشركة الأم دون أي تدخل لطرف ثالث، متخوفين من التعاون مع شركات التي تقدم خدمات الـOffshoring بسبب بعض الأفكار والمخاوف التي قد تواجههم مع هذه الشركات، إلا أنها تحديات ومخاوف قد تكون مجرد أفكار وتجارب مبنية على نظام عملي قديم قد واجهتهم في الماضي.
مجموعة من الموارد والمواهب المحدودة:
إن التوجه المنتشر في القطاع التقني هو توظيف الآلاف من المهندسين؛ يأتي معظمهم بمجموعة مهارات محدودة جدًا. حيث تعتمد بعض شركات التوظيف إلى تعيينهم ضمن أفرقة تخدم فئة معينة من العملاء مع القليل من الاهتمام أو عدم مراعاة أدوارهم، أو احتياجات العملاء المحددة. كما إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العميل ليس لديه سيطرة أو قول في حركة الأشخاص وهو تحت رحمة مقدم الخدمة. هنا يأتي دور شركات الـOffshoring والتي تقدم خدماتها على أكمل وجه عبر إتاحة الإدارة المباشرة لأفرقتهم العاملة عن بعد والحرية الكاملة لإدارة الفريق واختيار المواهب والموارد التي تلبي حاجة المؤسسة من تطور مستمر على منتجاتها التقنية والرقمية لتتماشى مع العصر التكنولوجي الرقمي سريع الوتيرة، حيث تضمن شركات الـOffshoring خلق أجواء تلامس طبيعة الشركة الأم ولاسيما إن كانت في بلد آخر، إلا أن التقارب الثقافي الذي يمتاز به الشرق الأوسط هو عامل جذب هام لكافة الموارد والمواهب والتي قد تكون مهمة للغاية على المدى الطويل من منظور العميل.
الافتقار إلى الشفافية:
تتمثل الممارسة المعتادة لموظفي المبيعات والعمليات في الصناعة في تقييد رؤية العميل وتفاعله على المستوى الأعلى فقط من الفريق. مما يعني افتقار العميل إلى الشفافية في التفاعل مع باقي أعضاء الفريق ، ويفتقر إلى نظرة ثاقبة لديناميكيات الفريق الداخلية، ويحد بشدة من نطاق التكامل مع فرقهم المحلية، ليأتي دور شركات الـOffshoring إلى خلق مساحة كبيرة من الخصوصية والشفافية في التعامل المباشر ما بين أفرقة العمل وإداراتهم المتواجدة في البلد الآخر، حيث يكون دور شركات الـOffshoring هو خلق مساحة من التواصل المباشر والخاص ما بين المؤسسة الأم وأفرقتها العاملة عن بعد، لتحل بذلك جزء من التحدي والمخاوف التي تدور في رأس العميل عن البدء بتوظيف مجموعة من المواهب لتطوير شركته وفريقها كاملاً.
بيع أفضل بدلاً من البيع الصحيح:
يركز العديد من مزودي الخدمة على تنمية الخط الرئيسي، وهذا بدوره يعني أن التركيز ينصب دائمًا على بيع المزيد، وجني المزيد من الإيرادات من العميل. هناك تجاهل مطلق لما إذا كانت هناك أية قيمة مضافة أو احتياجات العميل الحقيقية. إلا أن الأمر مختلف لدى شركات الـ Offshoring فتلبية حاجة العميل الأساسية عبر توظيف كفاءات ومهارات تخدم مصلحة العميل وتلبي احتياجاته من توفير مواهب قادرة على إضافة القيمة وتحقيق رؤى المؤسسة هو المحرك الأساسي لشركات الـ Offshoring.
جودة الكود:
أدى التركيز على مقابلة وزيادة عدد الموظفين إلى تمييع هائل في جودة الأشخاص. فهم إما يأتون بمجموعة مهارات محدودة للغاية أو أنهم مجهزون بشكل سيئ ويفتقرون إلى التدريب والتعرض لأفضل الممارسات والعمليات. والنتيجة النهائية هي تصور أن غالبية هؤلاء المهندسين ليس لديهم أي تركيز على جودة الكود. إلا أن خبرة شركات الـ offshoring الطويلة في القطاع التقني ومتطلباته المتزامنة مع وتيرة تطور الصناعة السريع هو الفيصل في اختيار مهارات الموارد المطلوبة لكل عميل ومؤسسة، حيث دوماً تحرص مؤسسات الـ Offshoring على الحفاظ على كوادر تمتاز بالحرفية والمهارات العالية، الأمر الذي ينعكس على تلبية حاجة العملاء واستمرارية العلاقة بكل شفافية وخصوصية لما له من أهمية في القطاع التقني.
البائعون ليسوا شركاء:
لقد خلقت هذه المجموعة الشاملة من الممارسات التجارية انطباعًا لا يمحى بأن الجزء الأكبر من مزودي الخدمة يركزون فقط على البيع أكثر ويبحثون عن علاقة معاملات. قد يعمل هذا بشكل جيد إذا كان التركيز فقط على التعامل مع المهام ذات المستوى المنخفض أو تحسين التكلفة. تصور العملاء هو أن شركات التوريد إلى الخارج هم مجرد بائعين وليسوا شركاء، إلا أن الصورة الأصح والتي دوماً ما يسعى إليها شركات الـ Offshoring إلى أن عملهم ينصب في شراكتهم الحقيقة من خلال توفير موارد لضمان نجاح الشركة وتحقيق رؤيتها وأهدافها لينعكس إيجاباً على استمرارية العلاقة ما بين المؤسسة الأم وشركة الـ Offshoring في توفير الموارد المطلوبة والتي تلبي احتياج المؤسسة الدائم في التطور والتوسع بما يخدم مصلحتها والقطاع بصورة عامة.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية، تطورت صناعة تكنولوجيا المعلومات ونمت بجوانب متعددة. لقد تغيرت طبيعة صناعة الخدمات تمامًا، وأحدثت تحولًا جذريًا في العديد من الاقتصادات الكبرى، وقدمت مساهمات هائلة في النمو الاقتصادي. كما أجبرت العديد من الشركات على التحول والتركيز أكثر على كفاءاتهم الأساسية واحتياجات السوق ومدى صلة العملاء.
ومن هنا يجب علينا التأكد من أن الممارسات المعمول بها حالياً من قبل شركات الـ offshoring تتناسب مع احتياجات العملاء، ليكونوا شركاءًا استراتيجيين للعملاء ومساعدتهم على التغلب على تحديات تكنولوجيا والأعمال.